أ.د. محمد بن ناصر البيشي
الأيدلوجيات مجموعة الآراء والأفكار والعقائد والفلسفات التي يؤمن بها شعب أو أمّة أو حزب أو جماعة، ومعناها المباشر: ( اعتقادك أنك 100%+ صح؛ وغيرك 100%+ غلط)
والأخطر هو الجز الثاني من الأيدلوجيات لأنها متعدية على الآخر، وهي داء يصيب القرارات ويعرقل التعايش السلمي، وطارد قوي للتصرف بعقلانية وإعمال العقل.
وهي الخطوة اللازمة لارتكاب أعمال عدائية ضد الغير بما في ذلك الإرهاب والإقصاء والتباغض وهي تسكن الإنسان دون إدراك لأسباب منها ضعف الحصانة؛ ضعف الشخصية الضغط الاجتماعي واهم الأسباب تكرار التعرض للمثير واتساقه حيث يترقى الإنسان في سلم القناعات من مرحلة إلى مرحلة بسبب تكرار واتساق المعلومة كما يلي:
1- مرحلة الإدراك والإحاطة بالشي.
2- مرحلة التصور وتشكيل الصورة الذهنية حسب المعلومة سلبا وإيجابا.
3- مرحلة العاطفة: تكوين مشاعر الحب والكراهية.
4- مرحلة القيمة وهي تشكيل المكانة وفي هذه المرحلة تبدأ الخطورة حيث تضع مكانة الآخر في أسفل السافلين.
5- مرحلة الاعتقاد وهي مرحلة الدفع للسلوك حيث تتلقى حزمة من الحوافز والرضا وتضخم الذات ويسكنك التصديق بأن الآخر على خطأ % 100 + وتجب معاقبته وردعه وربما إزالته وفي هذا المرحلة تصل نقطة اللاعودة.
6- مرحلة السلوك وهو الانتقال من السلم إلى الحرب
وما يزيد في الأمر سوءًا أن الأدلجة يتم استخدامها كوسيلة حرب ودمار للأعداء؛ وهي استراتيجية قد تكون نافعة خصوصا في نصفها الأول %100+ صح؛ لكن في جزئها الثاني وهي أن الآخر %100 + غلط استراتيجية شر توصل الفرد أو الجماعة إلى مرحلة التشدد؛ وتغذي في الوجدان احتقارًا وازدراءً للآخر.
وهي بعيدة عن انشراح الصدر ورؤية الحق في أي دين من الأديان وأعظم وسائل مكافحة الأدلجة.
1- الانفتاح.
2- التعددية.
3- التواصل المجتمعي.
4- إبراء الدين الحق من الأدلجة لأنه وإن كان فيه اعتقاد ويقين %100+ إلا أنه إيجابي وفيه رحمة للآخر وفيه علو في التواصل انظر مثلا إلى أساليب الدعوة إلى الله.
5- الأنظمة المدنية.
6- التوعية.
7- عدم الغلو في الخصومة.
8- الوعي السياسي للتبعات المجهولة عند تحليل الموقف.
9- ثقافة العفو.
10- بناء الشخصية المعتدلة من خلال التعليم والموعظة وكافة الوسائط.
والحمد لله الذين هدانا للإسلام؛ لكن المؤسف أن فئة المؤدلجين على عبادة غير الله كعبادة الشمس والبقر والصالحين و…. مؤدلجون ويعتقدون أنهم هم فقط %100 صح وغيرهم %100 غلط بما في ذلك المسلمين؛ ويحاربونهم ويخشون تأثيرهم الذي يصنّفونه بأنه سلبي.
ولهذا لا مفر للفرد من تحمل المسئولية والبحث والتقصي والدعوات الصادقة من الله بأن يُرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ولا بد للجماعات من التواصل والتواصي وكف الأذى.