أ.د محمد بن ناصر البيشي
بعيدا عن الاستحسان أو الاستقباح والحكم على ما تراه أنه صح أو خطأ، يشاهد الإنسان في حياته سلوكيات من بعض البشر تشد انتباهه وثير في عقله كثيرًا من الأسئلة وتؤكد وجود الفروق والتمايز بين البشر وسبحان من خلق أكثر من مليار إنسان يعيشون الآن على الأرض لا يشبهه واحد من هم الآخر بنسبة %100 حتى التوأم ومن أغرب ما رأيت في حياتي فئة من الناس تبحث عن المتاعب رغم أن البعض منهم يمتلك مقومات الحياة السعيدة المريحة ومن الدلالات على هذه الفئة ما يلي:
(1) تتبع الأخبار السيئة التي تحصل للأفراد أو الجماعات أو حتى الدول وهو مرجع لأخبار الحروب والكوارث.
(2) حضور أفلام التراجيديا والمآسي وتراه منتشيا فرحا بعد مشاهدته لها ليس شكرا على نجاته منها بل شيء في شخصيته يصعب تفسيره.
(3) يستميت ويجاهد للوصول لقلب الأحداث المفزعة كالجرائم ومجابهة الخارجين عن القانون والمضاربات وما في حكمها.
(4) يجد لذة وميل جارف لمشاهدة رياضة المصارعة ويعرف المصارعين ويتمنى مقابلتهم.
(5) يطرب لسماع الغيبة والنميمة والفضائح ويجد في من يفعلها جاذبية.
(6) ينزعج من مدح أي إنسان حتى لو كان مستحقا وتغضبه إنجازات غيره.
(7) يمتلك قدرًا كبيرًا من الغيرة والحسد لغيره حتى لو أنه يمتلك مثلها أو أفضل منها وعينه على ما لدى الغير لا ما عنده.
(8) لا يصدق بوجود ناس يفعلون ما ذكرت أعلاه ويتحدث كأنه ليس من هؤلاء ويسكنك الذهول من إنكاره.
(9) يغلب على نظرته للمستقبل نظرة سوداء تشاؤمية صرفة، ولا يرى في الوجود شيئا جميلا.
(10) يمتلك مفردات في منتهى القبح وحين يتحدث يخيل إليك أنه لا يحفظ مفردة إيجابية.
ولهذا يجب اليقضة من الانجراف اللاشعوري، وعلى الإنسان مراقبة ذاته ودفعها إلى الاعتدال.
“حاشا قروبك النبيل”