الكاتبة: أحلام أحمد بكري
يقف على باب دُكانه العريق في السوق العتيق المُكتنز بأفخم أنواع الزيوت العطريّة وخشب العود، متأملاً في عدة اتجاهات داخل ممرات السوق، ذاك الشاب الصارخ المُنادي على بضاعته المحمولة على عربة يدفعها أمامه مستعرضاً ما فيها من الفاكهة الموسمية وأوراق النعناع الخضراء المُنعشة، طارحاً الأسعار الزهيدة رغبةً في بيعها وتصريفها، وتلك السيدة المُسنّة القابعة أمام بسطتها المتواضعة التي تحوي على أكياس الحناء والسدر وقناني زيت السمسم وبعضاً من المكسرات والحلوى، وبائع البطاطس المسلوقة التف حوله الأطفال راجياً منهم التمهّل، الكل سيحصل على نصيبه.
قطع تأمله اقتراب زبون منه سائلاً عن سعر قنينة العطر الموجود إعلانها على واجهة المحل، دخل المحل ووضع رشة من العطر على يد الزبون قائلاً: إنها بسعر(360) دفع الزبون المبلغ وأخذ العطر وانصرف.
تنهد صاحب المحل وقال مُحدّثاً نفسه: “سعي وتعدد أسباب لطلب الرزق، والخالق مقدّرها، هذا واقف حافي القدم وذاك يمشي على مهل، وعجلة الحياة تدور، وربك مُدبرها”.