المعلم والمعلمة هما نبض النهضة وركيزة المجتمع وأساس العملية التعليمية بكاملها ومن حقهما أن يحظيا ببيئة عمل متكاملة تمنحهما الراحة والدعم وتفتح أمامهما آفاق الإبداع والعطاء، البيئة المثالية التي يستحقانها، ولكي ينجح برنامج «حضوري» في أن يكون أداة تطوير لا عبئًا إداريًا، يمكن دعمه بخيارات عملية: ربط الانضباط بالترقيات والفرص التدريبية، المرونة في الحضور والانصراف استثمار فترات الانتظار في ورش قصيرة أو تعلّم ذاتي، وتحويل الالتزام إلى دافع عبر مكافآت معنوية أو أولوية في البرامج النوعية. المهم أن يدرك المعلّم أن حضوره ينعكس على قيمته المهنية وعلى طلابه، لا أنه مجرد رقم في نظام إلكتروني.
ويلزم برنامج “حضوري” الذي بدأ تنفيذه بالفعل، الكوادر التعليمية كافة في مدارس التعليم العام بالبقاء سبع ساعات في المدارس بغض النظر عن جداول الطلاب أو عدد الحصص، غير أنه مجرد الإعلان عن تطبيقه فوجئ عدد من المعلمين بتعطل النظام الذي يتيح رصد حضورهم.
فيما يرى معلمو المراحل التعليمية أن طبيعة عمل المعلم ترتبط مباشرة بوجود الطلاب، متسائلين: ما فائدة بقائنا حتى الواحدة والنصف؟ “نحن لسنا موظفين مكتبيين، عملنا مرتبط بالتدريس والتفاعل مع الطلبة”.
في المقابل، أكدت وزارة التعليم أن الدوام الرسمي للمعلمين تصل مدته إلى نحو سبع ساعات متصلة، تبدأ من 6:15 صباحاً حتى 1:15 ظهراً، موضحة أن النظام “حضوري” يسجّل التأخيرات المتراكمة وصولاً إلى حسم يوم كامل من الراتب عند بلوغ سبع ساعات غياب.