فاطمة العتيبي
لا تظن أن الورقة الخاسرة في حياتك هي حظك السئ أو النحس الذي يحيط بك، ولا الوضع الصعب الذي تعيشه وقد كتبه الله قدرا.
الورقة الخاسرة هي أن تراهن على مكانة عالم بين جموع من الجهلاء، فهذه ورقة خاسرة، لأن تفكير الجاهل لا يتجاوز أرنبة أنفه، أن تشتري كتابا بمجرد أن يعجبك عنوانه، فهذه ورقة خاسرة، فربما كان العنوان لا يمت لجوهر الكتاب بصلة.
أن تمتطي جواد الشرف والهيبة بين جنود الهوى فهذه أيضا ورقة خاسرة، لأن عبيد الهوى لا يطمعون بأكثر من عتق رقابهم عن هواهم.
أن تعطي الكثير وتصب اهتمامك على أرض مستوية لا تجمع أرباحك، فهذه أيضا ورقة خاسرة، ولن تكون رابحة إلا إذا كانت صدى لأفعالك ترددها عليك مرارا وتكرارا.
وحتى تكون ورقتك رابحة أيضا.. لا تصبح كالزجاجة تظهر ما تخفي، أحِط نفسك بقليل من الغموض، ولا تصدق كل ما يقال أو ينقل إليك، لأنه يمر بمراحل تصفية أو تشويه قبل ذلك.
وعليك أن ترى الأمور بعين حيادية حتى لا تميل إلى جانب أكثر من الآخر، وأن تعرف متى تخرج من جعبتك ورقتك الرابحة متوقعا ردة فعل إيجابية.

