عبدالله محمد العماري
اقترب وقت صلاة الظهر وكان الحر شديدا والجو خانقا وما أن حلت الساعة الثانية عشرة مساء إلا وتحول الجو من اللون الأبيض الصافي إلى اللون الأغبر الداكن فبدأت الغبرة ترسل أكواما من الأتربة تتناثر هنا وهناك وتنشط الزوابع الترابية والعواصف الرملية مما تسبب في انعدام الرؤية وضعف الحركة المشاة والركاب، وكل ذلك أما نظرات مليئة بالوجوم والقلق.
ومع هذا المشهد المتكرر أيام الغبرة فإننا نجد في أماكن أخرى من بلدنا تراكم السحب وسقوط الأمطار وانهمار الماء وجريان السيول وتحول الجو المعتدل إلى البرودة ومن الأجواء الندية إلى انسياب الضباب بين الجبال والبيوت العالية التي تدفع الناس للخروج والاستمتاع بتلك المناظر التي تبهج القلب وتريح النفس.
وهذان المشهدان وقعا في يوم واحد وفي ساعة واحدة لا يفصل بينهما سوى المكان فالأول في جازان والآخر في أبها وكلا المدينتين في جنوب مملكتنا الحبيبة، فسبحان مغير الأحوال من حر وغبار إلى برد وضباب ولا نقول إلا الحمد لله على كل حال.