أ.د محمد بن ناصر البيشي
الشر مؤلم ويزيده ألما إذا كان مصدره إنسان أحسنت إليه.
ولتقريب الفهم؛ نستعرض التجربة الأمريكية مع المهاجرين ومنحهم فرصًا لا محدودة للعمل والدراسة والإبداع والثراء ولا يجد الأمريكين الطيبين في أنفسهم حقدًا أو حسدًا ويكفي النص الذي يزين تمثال الحرية ومما ورد فيه: “أعطني متعبيكِ، فقراءكِ، جماهيركِ المتجمعة التي تتوق إلى التنفس بحرية، أرسل هؤلاء، المشردين، إليّ.
وهي ليست شعارات بل واقع يشعر به كل قادم لأمريكا وأنا واحد منهم، وخاصة من يقيم في أمريكا أو يدرس حيث ينعم بمعاملة عادلة وبأخلاق إنسانية راقية من قبل جيرانه؛ وأساتذته؛ ورجال الشرطة.
ولا شك أن بعض المهاجرين قدم نفسه كخير لمن استضافه وطبق المثل “ياغريب كن أديب”
والبعض من المهاجرين قدم لهم أعمالًا جليلة وكان قيمة مضافة Add Value.
ونظرا لكثرة المهاجرين إلى أمريكا وحتمية وجود مهاجرين طيبين ونظاميين ويحترمون أنظمة أمريكا ومواطنيها الذين سبقوهم بالهجرة وبنوا أمريكا وساهموا بدمائهم في تحريرها وكذلك حتمية وجود مهاجرين سيئين أجرموا واستعدوا من استضافهم وجعلوهم يكرهونهم.
وفي نظري أن لبعض دول الخليج تجارب مشابهة وبعض ضيوفنا في الخليج كانوا خيرًا وفادوا وأفادوا واندمجوا في المجتمع ولهم فضل وتقدير ولكن للأسف البعض كان سيئا لنفسه والدولة التي يحمل جنسيتها؛ وصدرت منهم أعمال إجرامية ومحاربة المواطنين.
وهم والحمدلله فئة قليلة ولكن الشر يعم ويؤلم.
ولا توجد فروق ذات دلالة جوهرية مرتبطة بجنس أو جنسية أو مهنة أو مؤهل علمي والوثائق لدى الجهات الأمنية تثبت ذلك.
والواقع هي الأنفس التي قال الله عنها “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها”.
وحديثي فقط عن النفوس السيئة الفاجرة التي تحمل الشر وتفعل السوء أينما حلت وهم الذين يمنحون الفرصة للدول لطردهم وسحب جنسياتهم وإبعادهم وهي خطوة بدأت في امريكا وسوف تنتشر في كل دول العالم لا محالة وبالذات دول أوروبية تعاني من المهاجرين غير شرعيين وغير صالحين.
ولهذا أنصح كل مهاجر ممن يريد الحياة الكريمة والمعزة والتقدير باتباع ما يلي:
(1) احترام أهل البلد الأصليين؛ والبعد عن مضايقتهم وإيذائهم والتكتل ضدهم وجور الاستحواذ.
(2) الحس الأمني الرفيع المتمثل في الاستقامة، وعدم ارتكاب جرائم بشعة مثل الفساد والمخدرات والقتل والسرقه وما في حكمها.
(3) جودة الخدمات والسلع التي يساهمن في إنتاجها أو بيعها فقد عانى البعض من مباني مغشوشة وسلع منتهية صلاحيتها حتى الأدوية وقطع غيارات السيارات.
(4) عدم التدخل في الشؤون السياسية مطلقا حتى بعد مغادرة البلاد وخصوصا التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
(5) غض النظر عن ما في البلد من سلبيات والبعد عن التشهير بها وتوظيفها للتقليل من شأن المواطنين والنصيحه لها أبوابها وطرقها لمن نيته نظيفة.
(6) التزام الحياد التام إذا سيئت علاقة الدولة بدولة أخرى والناس يختلفون ويصطلحون وهذا شأنهم ولست مجبرًا أن أتدخل فيما لا يعنيني.
(7) الحرص على الامتثال بالأنظمة والقوانين المرعية في البلد بما في ذلك أنظمة السير وسلوك الذوق العام.
(8) الحرص على حفظ الأنفس والمال والعرض والعقل لأهل البلد وبالذات الأعراض مثل قضايا التحرش وما يتعلق بمن هم دون السن القانوني Under Age.
(9) حفظ الجميل والبعد عن الزهو وإنني عملت وفعلت كذا وكذا..
لأن القلوب تنفر من المنان ويأسرها من لا تعلم يساره ما قدمته يمينه.
(10) أن يكون سفيرا حسنا لوطنه الأصلي؛ وإذا حمل جنسية البلد المضيف يحرص على الانتماء ويربي أولاده على الوطنية ويجب أن تكون الهوية غاية وليست وسيلة.