أ.د محمد بن ناصر البيشي
كل إنسان لديه استعداد للفجور والتقوى تصديقا لقوله تعالى “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها” ولهذا إذا تحدثت عن تقوى شخص تذكر المتلقي ما فعله من فجور؛ وإن تحدثت عن فجوره تذكر المتلقي تقواه. حيث العصمة فقط “لمن عصمه الله” وغالبية البشر يخطئون ويصيبون؛ ويصدر منهم القبيح والحسن في القول والفعل؛ ولديهم قيم معلاة وقيم مخفضة.
ولهذا أمامك خيارين:
(1) ناقش المزايا والعيوب
(2) ضع عنوانًا لحديثك وقل حديثي مقتصر على المزايا أو مقتصر على العيوب حسب الموقف.
وبتيسير الفهم سوف أسمي ذلك “محتوى” سواء كان خبر أو رأي أو معلومة، والمحتوى هو نفسه لكن الاحترافية في الاتصال وصناعة التأثير، ومن الاستراتيجيات المجربة ما يلي:
(1) وضع مقدمة تمهيدية للمشاركة تتضمن الإشارة إلى فهمك للموضوع المطروح للنقاش؛ وتحديد موقفك حياله.
(2) أوصف المحتوى بإيجاز وبالذات توثيقه ومصدره وزواياه واطلب من المتلقي سماع ما تقول قبل قبوله أو رفضه.
(3) اعلم أن أفضل استراتيجيات الإقناع ما ورد في شأن الخمر والميسر في سورة البقرة: 219 حيث مر الاقناع بأربع مراحل هي:
1- مناسبة الحديث في الموضوع وهو السؤال.
2- العيوب.
3- المزايا.
4- الأكثر.
” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)”
(4) اختيار الوقت والمكان المناسب لطرح المحتوى.
(5) اكتشاف اتجاهات المتلقي؛ والضغوط التي عليه للتعامل مع المحتوى.
(6) التدقيق في الجدوى من طرح المحتوى وقد يكون تركه أقل ضررًا من إفصاحه.
(7) الاستعداد لتقبل التبعات السلبية والمجهولة فقد يبنى على المحتوى استنتاجات لم تحسب حسابها.
(8) الاتصاف بأعلى معايير النزاهة ونظافة القلب وصحة النوايا والخوف من الله.
(9) البعد عن التأكيدات وكل ما يوحي بالجبر والإكراه ويكفي الفرصه لطرح المحتوى.
(10) تطوير مهارات الاتصال وعناصر التعامل الفعال وفن العلاقات الإنسانية وذلك لرفع قابلية المتلقي لقبول المحتوى.