أ.د محمد بن ناصر البيشي
لقد عملت وشاهدت خلال عملي الوظيفي العديد من القادة الإداريّين، منهم من نجح ومنهم من فشل، والنجاح له مؤشرات يعرفها الجميع وتدرس في كليات الإدارة وهناك من يفرق بين نجاح القائد ونجاح المنظمة التي يتولى قيادتها ويشغل أعلى مرتبة فيها ولكني أرى نجاح المنظمة ونجاح قادتها متكامل؛ ومن أبرز معايير نجاح المنظمة تعليمية أو صحية أو غيرهما ما يلي:
(1) الكفاءة العالية Effective
(2) الفاعلية المتميزة Efficient
(3) الإنتاجية العالية Productivity
(4) السرعه المعيارية Speed
(5) الجودة والخلو من الأخطاء Quality
(6) الوضوح والعمل المؤسسي Clarity
(7) البقاء وللديموم Sustainability
ومن المشاهدة والاستنباط اتضح أن أبرز أسباب النجاح والبقاء هو توسيع قاعدة المستفيدين حيث يوجد علاقة ارتباط إيجابية بين توسيع قاعدة المنتفعين وطول عمر المنظمة وبالتالي زيادة مدة بقاء قادتها في مناصبهم وربما ترقيتهم لمناصب أعلى، وتتمثل استراتيجية توسيع قاعدة المنتفعين في عدد من التطبيقات، ومنها ما يلي:
(1) تطبيق العدل في توزيع مزايا المنظمة المالية والمعنوية.
(2) التحقق من شمول المزايا المالية والمعنوية لجميع منسوبي المنظمة دون تمييز وتطبيق مبدأ ليس منا محروم.
(3) نبذ الشللية التي تسبب الشلل للمنظمة وتقتل الانتماء والولاء.
(4) الشفافية العالية والنزاهة والمصداقية في تعميم النفع.
(5) منع جور الاستحواذ؛ وايجاد ضوابط نظامية تضبط السلوك الوظيفي من الانحراف.
(6) إدراك ردة الفعل الطبيعية للمحرومين وتوقع توظيف ردود أفعالهم لهدم المنظمة وفقا لما ما هو معلوم من نظريات الميكيافيلية.
(7) أخذ العبرة من تجارب غيرهم والناس أساتذتي فالمخطئ عبرتي والمصيب قدوتي.
(8) من الطبيعي أن يوجد تفاوت في مقدار الانتفاع؛ ولكن غير الطبيعي أن تتلاشى أعداد المنتفعين والأسوء وجود أعداد محرومة.
(9) يجب أن لا يكون من ضمن العقوبات التأديبية الحرمان التام من حصول الموظف من كل مزايا الوظيفة المادية والمعنوية طول بقائه في الوظيفة أيًا كان خطأه.
(10) إن ما هو أسوء من الحرمان إنكار وجود حرمان والادعاء أن ذلك غير موجود رغم أن الوثائق والقرارات تثبّت ذلك، وكما يقول المثل “شين وقرة عين”.
الخلاصة: إن توسيع قاعدة المنتفعين استراتيجية بقاء وديمومة ولا بد من توسيع أعداد المنتفعين لكي يكون لديهم حافز للاستمرار في العطاء. ولكي تتجنب المنظمة ردود أفعال تنهي وجودها، وبالذات منظمات الأعمال.
وهذه الاستراتيجية ليست حصرا على الحالة الوظيفية بل تشمل غيرهم مثل: الأغنياء حيث يجب أن يكونوا شمولين؛ ولا يستأثروا بكل شيء لأنفسهم.