الكاتبة: أحلام أحمد بكري
ذاك البعيد عن البصر، المُتجذّر بالبصيرة، كفاك تمدداً ..!
تصلَّبت شموخًا في ذاتي، حجبت فروعك فكري، وحاصرت جذوعكَ خاطري، لم تتركْ أغصانك المتشعّبة بأوردتي فُسحةً من الحريّة لكياني الممسوس بك..! أوراقك المتطايرة حجبت الهواء عني؛ فلا مُتنفس لآخر غيرك..!
أترى ما أصبحتُ عليه بفعلتك..؟!
غرست روحك بأحشائي، ورويتها بِزُلالِ ودك وأشحتْ..! هربتَ خوفاً من قيود الزمن، ورميتني بقيود الوهن والظمأ واختفيت..!
ها أنا في سخفٍ جففتْ، وتساقطت أوراقي وتيبستْ، عطش فؤادي، وذوى أنيني وصرختُ..!
على مشارف الردى استسلمت، لُحائك بداخلي يتشقق، وبفعل عواصف الدهر تكسّرتْ..!
ما ضركَ لو بقطرةٍ مِنك رُويت..؟!