يعرف الإنسان بالعقل، فإذا غاب عقله خرج من كونه إنسانًا، وصار شيئًا آخر من مخلوقات الله التي تضر ولا تنفع، العقلُ سرُّ التكليف وسرُّ حمل الأمانة التي حمَّلها الله لبني آدم، فإن تعمَّد تغييب عقله لم تسقط الأمانة، وتكبَّد معها أوزارًا تثقل كفة سيئاته، ولهذا حُرِّم في كل الشرائع تعاطي مُذهبات العقول، وذهب الإسلامُ أبعد من غيره فوصف الخمر وما يماثلها بـ “أم الخبائث” لأنها خَبَثٌ قد يُؤدي إلى غيره من كبائر الذنوب.
وتولَّت المملكة منذ نشأتها إعلان الحرب على متعاطي المخدرات ومروجيها ومهربيها لتحفظ المجتمع من أضرارهم التي تصيب الفرد والأسرة والمجتمع وكل جوانب الحياة، ولم تتوانَ الجهات الأمنية في الإطاحة بهم، فلا يكاد يمرُّ يومٌ إلا وتُعلن شرطة مكافحة المخدرات أو حرس الحدود أو دوريات المجاهدين عن ضبط أطنان من النباتات والأقراص المخدرة، والقبض على مروجيها ومهربيها.
واتخذت المملكة طُرقًا عديدة للسيطرة على هذه الآفة، فخصصت برامجَ وبذلت جهودًا ملموسةً تُشكر عليها في هذا السبيل، منها:
١) تدريب رجال الأمن على تحرِّي وضبط وتبديد المخدرات بكل أنواعها.
٢) التعاون مع عشرات الدول وخاصة دول الجوار لتبادل المعلومات والخبرات في مكافحة المخدرات.
٣) إقامة مراكز علاجية لتأهيل مرضى الإدمان، وتوفير الدعم النفسي والطبي والاجتماعي لهم.
٤) تنظيم حملات توعوية وإعلامية وتثقيفية لزيادة الوعي بأضرار الإدمان، وشملت الحملات المدارس والجامعات والمنشآت الحكومية والخاصة.
ووضعت المملكة عقوبات رادعة وقوانين صارمة على المروجين والمهربين والمتعاطين، ومَن يتستر عليهم، ومَن يتردد على أوكارهم وهو يعلم أنها لترويج المخدرات وإن لم يتعاطاها.
وفي هذا الصدد، تنبغي الإشارة إلى ضرورة الوعي والاحتواء الأسري والتعامل السوي مع الأبناء، فقد ظهر أن نسبة كبيرة ممن يُعانون من الإدمان هم ضحية الإهمال والعنف والتوبيخ الأسري.