لا يشكرُ اللهَ مَن لا يشكر الناس، وذلك أن الله وضع لكل فضيلة سببًا، والناسُ أسبابٌ لتلك الفضائل، فصارَ حقًا على ذوي العقول أن ينسبوا الفضل بعد الله إلى أهله.
وفي وقفة تكريمية مُشرِّفة لشيوخ وأعيان قبيلة كود من شهران العريضة تم زيارة قبيلة أكلب (المزايدة) لتكريم بطلهم الشجاع عايض بن دغش الأكلبي، جزاء شجاعته الباسلة، عندما اقتحم سيل وادي الجعبة غرب محافظة بيشة بمعدة “الشيول” لنجدة 4 شباب من قبيلة كود محتجزين في الوادي.
وقد أمرنا ديننا الحنيف أن لا ننسى الفضل بيننا «ولا تنسوا الفضل بينكم» فيجب أن نذكر أهل الفضل بأسمائهم، ونكرمَهم ونعطيهم حقَّهم من التقدير والاحترام، وفي ذلك قدَّم رجال قبيلة كود الشكر إلى قبيلة المزايدة، وقدموا مجموعةً من الهدايا الثمينة ومكافأة مالية كبيرة، واستقبلهم رجال “المزايدة” وعلى رأسهم الشيخ/ فيصل من مسفر أبو زوايد، والشيخ الشاعر/ مدشوش مسفر أبو زوايد، وعائض الأكلبي، وأعيان وأفراد القبيلة، وجرى الترحيب بالضيوف كما يليق بعادات وتقاليد قبائل مملكتنا الحبيبة، فأُلقِيت بعض قصائد المديح والشكر والترحاب، وأعلن “المزايدة” عن طريق البطل عائض الأكلبي تنازلهم عن المكافأة المالية، فأثبتوا صدق الشاعر:
مَن يفعل الخير لا يُعدم جوازيه .. لا يذهب العرف بين الله والناس
هذه صورٌ مُضيئة من عادات وتقاليد شعب المملكة، ونبذة قصيرة عن تراثها العربي التليد المتوارث من أجدادنا وشيمهم وكرمِ أخلاقهم وسعةِ يدهم، نسأل الله أن يحفظ على هذا البلد أمنَه ودينَه وأعرافه البديعة، وأن يُتمِّم بيننا حُسن التراحم والتوادّ.