من فرَّج عن متعثِّرٍ كربة فُرِّجت عنه مثلها يوم القيامة، ومن أنقذ نفسًا من هلاك مُحقَّق فقد أحياها، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، وفي ذلك قال نبينا ﷺ: “على كل مسلم صدقة. فسُئل: يا نبي الله! فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده ويتصدق. فسُئل: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف…”.
وفي موقف بطولي شجاع، أقدم بطلٌ من أبناء محافظة بيشة الشاب عايض بن دغش المزيدي الأكلبي على اقتحام سيل وادي الجعبة، غرب المحافظة بمعدة “الشيول” مغامرًا بنفسه لإنقاذ 4 شباب عالقين في الوادي، اليوم السبت 18 / 10 / 1445 هـ.
وبعد تفانٍ ومثابرة وعزم منقطع النظير، وأمام مرأى ومسمع ومتابعة ومشاركة من قوات الدفاع المدني، تمكن عايض الأكلبي من نقل الشباب العالقين إلى مأمنهم، ليُعطي صورة باهرة عن شجاعته وعراقة أصله وجلادة أقرانه من قبيلته أكلب (المزايدة).
وهذا غيضٌ من فيضِ ومواقفَ بطولية كثيرة تظهر إخلاص أبناء هذا الوطن العزيز في إعانة الجهات الحكومية على قضاء مهامها، وشفقة المواطنين وخوفهم على إخوانهم في الدين والوطن حتى لو كانت في ذلك تضحية بأنفسهم.
وإغاثة الملهوف من أعمال الأنبياء عليهم السلام، فذاك نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام حينما نزل ماء مدين وجد عليه أمةً من الناس يسقون، ووجد امرأتين من دونهم تذودان المواشي عنه، فسألهما ما خطبكما؟ قالتا: لا نسقي حتى ينتهي الرعاة وليس لنا عائل غير أبينا الشيخ الكبير، فاقتحم بنفسه الجموع وسقى لهما ثم تولى لا يطلب أجرًا على عمله.
وكذلك أقدم ابن محافظة بيشة على الموت لا يأبه به، أيقدم عليه الموت، أم يقدمُ هو عليه، ولكنَّ اللهَ سلَّم، ونجا الجميع برحمة الله ثم بتوفيق الله لعايض في شجاعته وتضحيته.