تمتاز محافظة بيشة بموقعها الفريد، فهي حلقة الوصل بين المنطقة الوسطى والغربية والباحة وعسير، عُرف عنها منذ مئات السنين أنها الجسر الرابط بين الحجاز ونجد شمالا وجنوب الجزيرة العربية جنوبًا، كما كانت نقطة مرور هامة لإحدى أهم الرحلات التجارية الدولية الشهيرة المعروفة بـ “درب البخور” وهو درب يربط جنوب الجزيرة بشمالها، وعُرف هذا الطريق فيما بعد بـ «درب أسعد الكامل» أي أن هذا التحويل في اتجاه الطريق كان في عهد أحد ملوك حمير الذي عاش في أوائل القرن الخامس الميلادي.
ومن أبرز العلامات التي تميزت بها محافظة بيشة “جودة إنتاجها للعسل” فهي تنتج عسل “السدر” المعروف بلزوجته ولونه المائل إلى الأصفر، المحفز لنشاط الجسد، المعالج للأمراض الباطنية، وتنتج عسل “السمر” الداكن المعالج للأمراض التنفسية والكلى وفقر الدم، وغيره من أنواع العسل الشهيرة.
يساعد في إنتاج “العسل البيشي المميز” طبيعة الأجواء المناخية والتضاريسية التي تتمتع بها المحافظة، فهي بيئة جيدة جاذبة للنحل، ومصب لأكبر الأودية القادمة من جبال السراة، ويمر بها عدد من الأودية الهامة بالمملكة، العامرة بأشجار السدر وأشجار السلم والسمرة والطلح، ونخص بالذكر، أشجار السمر، فإنه ينتشر باتساع في “مهد رناح، وجهة خلافة، وجهة الحفائر بهرجاب، ورنوم، ووادي المسمى”.
كما تحظى بيشة بوجود عدد كبير من النحالين المنتشرين على مساحة بيشة التي تمثل أكثر من 30 % من مساحة منطقة عسير، مما يُمكنهم من استغلال الإرث التضاريسي المميز في إنتاج أجود أنواع العسل، وإضافة إلى ذلك فإن عددًا كبيرًا من النحالين القادمين من خارج بيشة يزورونها في موسمي الشتاء والصيف للاستفادة منها تجاريًا.
ونشير أيضًا إلى أن أخص ما يميز البيئة النحلية في بيشة، تواجدها بكثرة حول الشعاب التي لم تتأثر بالجفاف والتصحر كونها قريبة من مصب الأودية.
وبناء على تلك المقومات التي تمتلكها محافظة بيشة، وتوفر أعداد كبيرة من النحالين بالإضافة إلى موقع بيشة الاستراتيجي والتسويقي، ونظرًا للنجاحات الكبيرة التي حققها مهرجان صفري بيشة في مواسمه المتتابعة، فإننا نلفت النظر إلى أهمية إنشاء مهرجان للعسل، خصوصًا وأن بيشة تستقبل أعدادًا كبيرة من النحالين، ويضاف إلى ذلك إنتاجه في موسمي الشتاء والصيف، كما أشيرُ إلى أن مهرجانات العسل التي تقام في رجال ألمع والمجاردة والباحة تستقبل كميات كبيرة من إنتاج العسل البيشي، ولذلك، فإن بيشة لا تقل أهمية عن تلك المناطق، إن لم تكن الأفضل في الإنتاج والجودة.