تُعتبر التجاويف الصخرية المنتشرة في مواقع متفرقة من محافظة العُلا من الظواهر الطبيعية اللافتة، التي أسهمت في حفظ مياه الأمطار لفترات طويلة، بفضل تكوينها الجيولوجي وقدرتها على تجميع المياه داخل تجاويف صخرية طبيعية.
واعتمد أهالي العُلا قديمًا على هذه التجاويف بوصفها موردًا مائيًا مهمًا، استفاد منها أصحاب المزارع في ريّ المحاصيل، إلى جانب استخدامها في سقيا الماشية، مما جعلها مصدرًا داعمًا للحياة الزراعية والرعوية في المنطقة.
وتتشكل هذه التجاويف بفعل عوامل التعرية الطبيعية، التي نحَتت الصخور وشكّلت تجاويف قادرة على الاحتفاظ بالمياه بعد هطول الأمطار، ما وفر مخزونًا مائيًا مؤقتًا يُستخدم عند الحاجة، ويعكس قدرة الإنسان على التكيّف مع بيئته واستثمار مواردها.
وتكون هذه التكوينات جانبًا من المعرفة البيئية المحلية المتوارثة، وتبرز كحلول طبيعية لإدارة المياه في البيئات الجافة، لتبقى شاهدًا على العلاقة المتوازنة بين الإنسان وموارد المكان، ودورها في دعم أنماط المعيشة التقليدية في العُلا.

