إبراهيم النعمي
فعل الخير الذي يقدمه الإنسان للآخرين بدافع الإحسان يُعدّ من أسمى الأعمال، وهو مما يُحدث أثرًا طيبًا في المجتمع، وينشر المحبة والسعادة بين أفراده.
والمعروف لا يقتصر على الأمور المادية فقط، بل يشمل كل عمل طيب يحتاجه الناس، وله آثار إيجابية عظيمة على الفرد والمجتمع، ويُعدّ من أعظم القربات عند الله.
قال الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. [الحشر: 9]
وقال رسول الله ﷺ: “تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة”.
وقال الشاعر الحطيئة:
من يفعلِ الخيرَ لا يَعدَم جَوازيَهُ
لا يذهبُ العُرفُ بينَ اللهِ والناسِ.
قصة من الواقع:
لقيته في مواقف سيارات المستشفى، فسألته: كيف حصلت على موقف قريب من العيادة لسيارتك؟
رد عليّ مبتسمًا: “تصدق أنني بحثت كثيرًا ولم أجد موقفًا فارغًا، وعندما يئست، رأيت سيارة لأحد الأشخاص وهو جالس خلف المقود.
تقدّمت إليه وقلت له: عندي موعد في عيادة الأسنان ولم أجد مكانًا أوقف فيه سيارتي.
فقال لي: أبشر يا عم. ثم حرّك سيارته وأخرجها وقال لي: أركن مكانها.”
رفعت يدي ودعوت له، وسألت الله له التوفيق والسداد.
حقيقةً، لقد أَكبرتُ فيه هذا العمل الجميل.
إنّ مثل هذه المواقف البسيطة تزرع في النفس الأمل، وتُعيد لنا الثقة بأن في الناس خيرًا كثيرًا، فالمعروف يبقى، وأثره لا يضيع، والله لا ينسى عبده المُحسن، ولو كان إحسانه موقف سيارة في لحظة ضيق.