إهداء من أختكم المغتربة بفرنسا نعيمة معروف الجزائرية
كلماتي أهديها لوالدي الملك سلمان الحزم وولي عهده حبيب الشعب الأمير محمد بن سلمان والى الشعب السعودي
وصديقتي الغالية الكاتبة/ أمل الزهراني أميرة الخواطر الداعمة والتي جعلتني أحب وطني الثاني المملكة العربية السعودية أكثر وأكثر.
من يتأمل مسيرة المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة لا يمكنه أن ينسى الدور المحوري الذي لعبه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إحداث نهضة شاملة غيرت ملامح الدولة ودفعتها إلى مصاف الدول المتقدمة بثبات ورؤية طموحة لقد شكّل الأمير محمد بن سلمان علامة فارقة في تاريخ المملكة، إذ جمع بين طموح الشباب وحكمة القيادة فقاد مشروعاً وطنياً عظيماً حمل اسم رؤية السعودية 2030، هذه الرؤية التي أعادت رسم مستقبل البلاد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في عهدهِ شهدت المملكة طفرة اقتصادية غير مسبوقة، إذ عمل على تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمورد أساسي، أطلق مشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية ومشروع البحر الأحمر لتكون ركائز قوية لاقتصاد متنوع ومستدام هذه المشاريع لم تكن مجرد مخططات على الورق بل تحوّلت إلى ورش عمل نابضة بالحياة خلقت آلاف فرص العمل للشباب وجذبت استثمارات عالمية ضخمة.
كما أولى الأمير محمد بن سلمان اهتماماً كبيراً بتمكين الشباب إيماناً منه بأنهم القوة الحقيقية لصناعة المستقبل فتح أمامهم مجالات جديدة للمشاركة في قيادة التنمية ووفر لهم فرصاً غير محدودة في قطاعات التقنية والسياحة والثقافة والرياضة اليوم نرى الشباب السعودي يتقلدون مناصب قيادية ويشارك بفعالية في رسم ملامح وطنه بثقة وكفاءة ٠
ولم يغفل سموه عن دور المرأة، بل كان من أشد الداعمين لها مؤمناً بقدرتها على المساهمة في نهضة المجتمع فشهدت المرأة السعودية في عهده تمكيناً تاريخياً غير مسبوق حيث سُمح لها بقيادة السيارة والانخراط في مجالات العمل المختلفة وتولت المناصب القيادية والمشاركة في بناء الاقتصاد الوطني جنباً إلى جنب مع الرجل أصبحت المرأة اليوم جزءاً أصيلاً من التنمية وأثبتت حضورها بقوة في مختلف الميادين.
وفي موازاة هذا التقدم خاض الأمير محمد بن سلمان معركة حاسمة ضد الفساد مؤكداً أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تزدهر في بيئة ملوثة بالمصالح الشخصية فأطلق حملة شاملة لمحاربة الفساد طالت الجميع دون استثناء لترسيخ مبدأ العدالة والمحاسبة، هذه الخطوة الجريئة أعادت الثقة في مؤسسات الدولة ووجهت رسالة قوية مفادها أن لا أحد فوق القانون.
أما على الصعيد الاجتماعي والثقافي فقد شهدت المملكة انفتاحاً مدروساً يراعي القيم الإسلامية الأصيلة ويواكب متطلبات العصر، فقد تم تطوير قطاعات الترفيه والسياحة وتنظيم فعاليات عالمية جذبت الأنظار إلى المملكة كمركز ثقافي وسياحي واعد ولم يكن هذا الانفتاح شكلياً بل ساهم في تعزيز جودة الحياة للمواطن والمقيم على حد سواء.
كما اهتم الأمير محمد بن سلمان بتطوير التعليم والصحة والبنية التحتية حيث أُطلقت مبادرات ضخمة لتحديث المدارس والجامعات وتحسين جودة الخدمات الطبية وبناء طرق ومواصلات حديثة تربط مختلف مناطق المملكة كل هذه الجهود تهدف إلى بناء مجتمع مزدهر واقتصاد قوي ووطن طموح كما نصت عليه رؤية 2030.
إن المتتبع لمسيرة المملكة في عهد الأمير محمد بن سلمان يلحظ أن التغيير لم يكن تدريجياً فقط، بل كان ثورياً في كثير من المجالات. فقد أعاد هيكلة مؤسسات الدولة وفتح أبواباً كانت موصدة لعقود وجعل من السعودية دولة شابة تنبض بالحياة والطموح.
لقد جسد سمو ولي العهد مفهوم القيادة الحديثة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين الجرأة في اتخاذ القرار والحكمة في التنفيذ وبفضل رؤيته الثاقبة وعزيمته القوية، أصبحت المملكة اليوم تسير بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق ترفع رأسها عالياً بين الأمم وتثبت يوماً بعد يوم أنها قادرة على تحقيق المستحيل٠
باختصار فإن دور الأمير محمد بن سلمان في بناء المملكة وتطورها لم يكن مجرد إصلاحات سطحية، بل كان مشروعاً حضارياً شاملاً أعاد صياغة حاضر المملكة ورسم مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة وجعل من السعودية نموذجاً يحتذى به في النهضة والتقدم.