أكد المستشار الإعلامي علي عايض القرني أن التكنولوجيا أحدثت تحولاً جذرياً في صناعة الإعلام، حيث لم تعد الوسائل التقليدية مثل التلفزيون والإذاعة والصحف الورقية المصدر الوحيد للأخبار والمعلومات، بل أصبحت التكنولوجيا الرقمية هي المحرك الأساسي لنقل المحتوى الإعلامي.
وأشار القرني إلى أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وفرت منصات جديدة تمكّن الإعلاميين والجمهور من النشر والتفاعل بشكل فوري، مما جعل أي شخص قادراً على أن يصبح مصدرًا للأخبار عبر هاتفه المحمول.
كما ساعدت التطبيقات الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التحرير والنشر وتحليل توجهات الجمهور، مما سمح بتقديم محتوى مخصص يلبي اهتمامات المتلقين.
وأوضح المستشار الإعلامي أن هذا التطور خلق بيئة إعلامية أكثر انفتاحًا، لكنه في الوقت ذاته أفرز تحديات كبيرة مثل انتشار الأخبار الزائفة وصعوبة التحقق من المصادر، مما يستدعي من المؤسسات الإعلامية تعزيز أدوات المصداقية والتدقيق المهني.
وأضاف أن التكنولوجيا غيرت أيضًا سلوك المتلقين، حيث أصبح الجمهور يتابع الأخبار بشكل لحظي عبر الهواتف الذكية ويشارك فيها ويعلّق عليها، ما دفع وسائل الإعلام إلى التكيف بسرعة واعتماد نماذج جديدة من المحتوى المرئي والقصير الذي يناسب سرعة التصفح وتفضيلات الجمهور.
وفي الختام، أكد علي القرني أن التكنولوجيا لم تغيّر فقط أدوات الإعلام، بل أعادت تشكيل مضمونه وسرّعت من وتيرته، ووسعت نطاقه، مما يجعل من الإعلام اليوم مساحة مفتوحة للتواصل والتأثير، ويستلزم من الإعلاميين مواكبة التطورات بروح مهنية ووعي رقمي عالٍ.