في الأول والعشرين من يونيو عام 2017 انعقدت البيعةُ لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، لتبدأ المملكة سيرةً جديدة انتقلت فيها من حقبة الأبناء إلى الأحفاد، سيرةً مملوءة حيوية وشبابًا ورؤى وتطلعات طموحة حفظت للمملكة تاريخها السابق وجهود المؤسس الخالدة، وبَنَت على الموجود لتخرجَ للعالم في حُلَّة جديدة متجددة شبابها تخطو خطوات حثيثة نحو المستقبل المشرق.
وما إن استلم سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ولاية العهد حتى تسارعت وتيرة الإنجازات والتنمية والنهضة، فقد خطَّ سموه رؤية المملكة الطموحة 2030، التي ظهرت بوادرها الحسنة سريعًا على كل الأصعدة، فقد تعاظمت قيمة الأصول المُدارة لصندوق الاستثمارات العامة بنحو كبير مُقارنة بالأعوام السابقة، وبعد إصلاحات كبيرة استهدفت كل قطاعات الوطن صارت المملكة أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نموًا في عام 2022، كما تمكنت من تنمية الأنشطة غير النفطية، إذ ارتفع الناتج المحلي للأنشطة غير النفطية بنسبة 4.3% في العام المنصرم.
وبالنسبة للعلاقات الدولية، فقد وسعت المملكة دائرة حضورها الدولي، وظهر تأثيرها الفعَّال في القضايا الكبرى الإقليمية والعالمية، كما أنشأت علاقات تعاون مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، آخرها زيارة ترامب للمملكة قبل شهرين وحضوره منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الكبيرين في مختلف المجالات العسكرية والبيئية والتكنولوجية والاقتصادية والأمن السيبراني وغيرها.
وبما حققته المملكة من تطور وإثبات حضورها دوليًا، تمكنت تحت القيادة الجديدة وبمتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله من استضافة قمة مجموعة العشرين في عام 2020، ثم فازت بتنظيم نسخة معرض إكسبو العالمي لعام 2030، كما تتجهز المملكة لاستضافة الحدث الرياضي الأكبر في العالم، بطولة كأس العالم للمنتخبات نسخة 2034 بمشاركة 48 منتخبًا.
ولا تزال القيادة الطموحة تذلل الصعاب وتوطِّن للتنمية وتسارع الخُطى نحو مُنجزات رؤية السعودية 2030، حتى تقدم مؤشر الأداء تقدمًا ملحوظًا، كما تجاوزت بعض المؤشرات مستهدفاتها، ورغم 5 سنوات باقيات إلا أن المملكة أنجزت حوالي 87% من مبادرات الرؤية، ليحصد بذلك سمو ولي العهد عن جدارة لقبَ الشخصية العربية القيادية الأكثر تأثيرًا للمرة الثالثة على التوالي.