تمتلك المملكة خبرات متراكمة تُقارب قرنًا من الزمان في تنظيم الحجيج، فمنذ أن تولت الأسرة الحاكمة وهي تُسخر كلَّ طاقاتها لإنجاح مواسم الحج، وقد شهد هذا الموسم نجاحًا فائقًا على كافة المستويات، ولا سيما في ظل التطور الرقمي والخدمي الواسع الذي تشهده المملكة وبعد التوسعة الثالثة للحرم التي افتتحت قبل شهور قليلة، كل ذلك عزز من إنجاح موسم حج 1446.
خدمة الحجاج مهمة وطنية، تتكاتف فيها أكثر الإدارات الحكومية والميدانية، وتحضر فيها بقوة الجهات الأمنية لحماية الحجاج ومنع تسلل المُغرضين، كما يُسهل مسؤولو البيئة عمليات ذبح الأضاحي ويتكفلون بالحفاظ على نظافة المشاعر، ويساهم المتطوعون الكشافة وإدارة الحشود في التسهيل على الحجيج وبسط النظام، ويقدم قطاع الاتصالات والقطاع الصحي وهيئة الطرق الخدمات اللازمة لتوفير سبل الراحة والصحة لمرتادي المشاعر، كما يتولى ورجال الدين وأهل الفتوى التوجيه والنصح والإرشاد خلال المناسك، كلٌّ يُؤدي ما عليه ليخرجوا بموسم الحج على الوجه الأكمل.
ومن فوقهم جميعًا ترعى وتتابع قيادة المملكة عن كثب سيرَ مناسك الحج، فقد حضر سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الموسم نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأشرف بنفسه من مِنى على تنظيم الحج، ولا شك في مساهمة بعض الوزراء المشاركين في الحج وقيادات الهيئات والقطاعات العسكرية في إنجاح موسم 1446.
وبفضل رؤية المملكة 2030 _بعد الله عز وجل_ التي رفعت من قدرة المملكة على كافة الأصعدة، ووفرت بنية تحتية متينة وكفاءات بشرية، وعززت من روح العمل الجماعي، وأتاحت التطبيقات الرقمية التي تُسهل كثيرًا من الصعوبات على المُريدين، ومع كل ما سبق من خدمات يوفرها القائمون على إدارة الحج نجحت المملكة في موسم 1446، لتُؤكد مجددًا جدارتها وأحقيتها بالمركز الأول عالميًا في تنظيم الحشود.