أ.د محمد بن ناصر البيشي
الأداء الوظيفي له مقومات ومعينات قد لا تتوفر خارج العمل؛ ومنها التقنية؛ والسلطة؛ والمناخ التنظيمي؛ والتجهيزات المكتبية؛ وأخلاقيات المهنة؛ والخدمات المساندة.
والبعض لا يفرق بين وجوده خارج العمل وداخله ويقع في معضلة وربما فشل وإخفاق ويتسأل كيف أكون ناجحا هناك وفاشلا هنا؟
ولهذا يجب الحذر كل الحذر من ممارسة المهنة خارج المكان الذي تمارس فيه ما عدا حالات الضرورة، وللتوضيح ومن خلال المشاهدة أورد بعض الأمثلة الشائعة وأقصد بها تحديدا
– متخصص حقيقي؛ وليس كاتبًا ومثقفًا أو مدعيا
– صاحب مهنة يمارسها
– ومشهود له بالنجاح.
وللتوضيح أورد عددًا من الأمثلة السلبية التي لاحظتها وربما وقعت فيها ومنها ما يلي:
(1) القاضي: الذي يقوم خارج أسوار المحكمة بالانشغال بتصنيف ما يفعله أو يقوله غيره خارج بيئة العمل إلى حسن وقبيح، وخصوصا في شأن لا يعنيه.
وتحاول تذكيره بأنه ليس في محكمة بل هو الآن في مناسبة؛ أو شارع أو سوق؛ ولكن دون جدوى.
(2) المدرس: الذي يقوم بنفس دوره في الفصل الدراسي وتراه كذلك يقوم بالانشغال بتعليم العابرين في الطرقات كيف يتصرفون أو يتعاملون مع أسرهم ونحو ذلك ويتفاجأ بالرفض والامتعاض ولكن دون جدوى.
(3) الناصح والمصلح الاجتماعي الذي تراه في الطرقات يستوقف العابرين دون مراعاة لارتباطاتهم وظروفهم ويدخل في قضايا عميقة تحتاج أكثر مما لديه من معلومات أو إمكانيات.
“ويراه احتساب ولا شك أن الاحتساب جميل ولكن يجب أن يكون في مكانه وتوقيته.
(4) الطبيب الذي ينصح مريضًا بعلاج دون فحص طبي بأدوات فحص طبية كالأشعة ومختبرات الدم وخطة علاجية ونحو ذلك.
(5) دور المرشد السياحي الذي يقدم نصائح سياحية غير محدثة وبدون معينات ويضلل بنصائحه الخاطئة جموع السياح.
(6) الناقد الأدبي الذي يعتمد على حاسة التذوق ويمدح ويذم دون مهنية موثوقة في النقد.
(7) النسابة؛ والمؤرخ الجهبذ الذي يخلط الحابل بالنابل وعندما يرجع المتلقي لمصادر المعلومات يكتشف نقص أو خطأ أو غلوًا لأن الذاكرة لا تقارن بالوثائق.
(8) المسوق العبقري وهذا من أسوء الأعمال لأنه قد يقع في الغش والتدليس وليس لديه المعلومات الكافية والمحدثة عن المنتج.
(9) حلال المشاكل وخصوصا المشاكل الاجتماعية والتي تتطلب مدخلًا تاريخيًا وباحثين لدراسة المشكلة واقتراح الحلول.
(10 دور السياسي والسياسة، حقل وتخصص محترم لكن في اللقاءات العامة هي ضلع من أضلاع مثلث الممنوعات (السياسة؛ والجنس؛ والدين) التي لا يحسن الخوض فيها في غير مكانها.