سهلة المدني
عقول لا تعرف أين هو القلب، و عندما ننظر إلى العالم ننظر إليه بنظرة مختلفة تجعلنا ندرك أن القيم والأخلاق وما يكون في صالح المجتمع أصبح شيئًا يصعب فعله أو حتى الإيمان به، لأن العقول تؤمن أنك عندما تخرج عن الطبيعة فإنك بذلك تنجح عندما تبيع نفسك للشيطان فأنت تكسب من خلال ذلك، وعندما تضع خلفك ما يؤمن به العقل والدين والمنطق فإنك تنجح بذلك، و هذه عقلية العصر أو يمكن أن يؤمن بها البعض وليس الجميع.
يضع الرجل الحمل على المرأة بأنها تتأثر بالبذخ والأموال الذي ينفقها بعض المشاهير، والمرأة تضع الحمل على الرجل بأنه هو السبب لأنه لا ينفق عليها الإنفاق المالي الذي تستحقه، نعم فهو بخيل ومحب للمال، القانونيون ومن يعملون في مجال القانون يشجعون على رفع القضايا في أي نزاع يحدث، حتى وإن كان نزاعًا بسيطًا فلن يعطيها حقها سوى القانون وليس الرجل، وذلك للطرفين وليس طرف واحد.
والأطباء الذين يساهمون في إنقاذ حياة الإنسان لهم دور كبير في إخضاع المرأة لعمليات التجميل لكي يزيد جمالها ولا يرى الرجل غيرها ، ويجب أن تكون جميلة وفاتنة بطريقة غير طبيعية، ومصممو الأزياء يصممون الموضة ويجعلونها تزداد جمالًا ويضعون أسعارًا فلكية على هذه الأزياء التي لا يمكن أن يمتلكها إلا من كان لديه المال الكثير، فالحمل وضعوه على المشاهير بأنهم هم من دمروا المجتمع ولكن دمار المجتمع على المحامي والطبيب ومصمم الأزياء والرجل والمرأة الذين وضعوا شروطًا تعجيزية لنجاح الأسرة.
نعم هذا واقع، كل منا له دور في ذلك، وأصبحت الزوجة الثرية من معايير الزواج لدى الرجل، والرجل الثري والوسيم من من معايير الزوج المناسب لدى المرأة، ولم يكن في الماضي يعني المرأة إن كان وسيمًا أو لا، بل كان يهمها أن يكون رجلًا يستطيع تحمل المسؤولية، وكان الرجل لا يهتم بوضع المرأة المالي، ولكن الآن في زمننا هذا نجده يصل لعمر الثلاثين والأربعين وهو ما زال يبحث عن ابنة تاجر ثري أو سيدة أعمال، والرجل في الماضي كان يؤمن برجولته ويومن بأنه هو من يصنع المال وليس المال من يصنعه، ويكون لديه حلم أو مجال يريد العمل فيه وينجح في ذلك، أما الآن فهو يريد امرأة جاهزة وكاملة لا تريد شيئًا منه سوى أن تراه سعيدًا، وهي أيضا تريده أن يكون كاملًا لا يحتاج لأي شيء منها، فقط يسعدها، ولذلك فنجاح الأسرة وإنجاب الأطفال بعقول سوية في ظل عقول تفكر بهذا المنطق يكاد يكون مستحيلًا مثل دخول إبليس الجنة فهذا شبه مستحيل في ظل عقول مثل هذه وسنكمل ما بدأنا فيه الجزء الثاني.