سهلة المدني
عندما نتحدث عن القانون فإننا نرى القوة ونرى كل شيء يجعلك ترى أنه طريق الحق، ولكن ماذا نفعل؟ عندما نراه طريقًا للظلام لمن يعمل فيه، عندما تبحث عن قطاع القانون فهو قطاع كبير يتسم بالقوة وطريق للحق والسلام، وطريق للعظماء، وطريق لجعلك ترى أن الظلم له نهاية.
أتتحدث عن من يعمل في القانون؟ سترى أنهم أنواع كثيرة، وعندما نتحدث عن شخصية المحامي الناجح في أعين الجميع ونراه لا يؤمن بالحقيقة بل هو بعيد عنها، ولذلك عندما تتخرج من الجامعة وتبدأ مرحلة التدريب فإنك تنهي تلك المرحلة وأنت تتخيل النجاح، فإن تحدثنا عن قطاع مهنة المحاماة فعدد المتخرجين من هذا القطاع أكبر من عدد مكاتب المحاماة، نعم عندما نتحدث عن شخصية المحامي الناجح في نظر العالم فهو غير أخلاقي ولا يملك إنسانية يلعب بثغرات القانون ويلعب دورًا كبيرًا في جعله يكسب القضية حتى على حساب الحقيقة، فهو يؤمن بالمال أكثر من القانون، وهذه نظرة العالم المحزنة لمن يعمل في هذا القطاع، وهذا يحتاج إلى بذل جهد كبير ممن يعملوا في هذا المجال لتحسين صورة من يعمل في هذا القطاع، وهذا يجعلني أحزن وأتمنى أن تتغير نظرة العالم لمن يعمل في هذا المجال.
وإذا تحدثنا عن أنواع المحامين وأوضاعهم المالية غير المتساوية، فهناك من يعمل في هذا المجال بأرقام تتجاوز الملايين أو المليارات، وهناك من لا يكسب في هذا المجال أي شيء بل يخسر فيه لكي يكمل فيه، ولكن عندما نتحدث عن المحاماة قبل 15 عامًا، فهي فترة ذهبية في هذا القطاع فهناك مُحامٍ كسب من خلال عقد أتعاب المحاماة قبل 10 سنوات 100 مليون ريال، وهذا مبلغ ضخم جدا لمن كسبه، وكانت المحاماة في الماضي قبل أن يمر العالم بأزمة كبيرة تجعلك ثريًا جدا، ولأن المجتمع السعودي أو العالم لمن يكن يعلم أو مدرك للقوانين ولكن في هذه الفترة أصبح الجميع واعيًا جدا وذكيًا ويدرك ويفهم القوانين جيدا دون الرجوع إلى محامٍ.
الظلم في مهنة المحاماة لمن يعمل فيها؟ هناك من يتنازل تنازلًا غير أخلاقي لكي يعمل في هذه المهنة، وهناك من يدفع المال لكي يكون محاميًا للجهة التي يعمل فيها، وهناك من يعمل ويبذل جهده وعمله يذهب لغيره، وذلك بسبب أنه تم إلغاء الوكالة ولم يعد يستطيع أن يذكر اسمه وهو بذل جهدًا كبير جدا ولم يره أحد وظلم، ولم يستطع أن يدفع الظلم عنه، فكيف يمكن له أن يدفع الظلم عن الموكلين هذا واقع.
وهناك من يجلب القضية للجهة التي يعمل فيها ولا تعطيه الجهة نسبته في القضية ويمكن أن يكذبوا عليه أنه لم يتم العمل مع الموكل الذي أرسله لهم وبذلك يخسر حقه المالي في القضية، وعندما نتحدث عن الظلم وعن الخسارة الأخلاقية والمالية في هذا المجال لا يمكن أن نعمم ذلك على الجميع ولكن هذه ظاهرة وانتشرت لدى بعض مكاتب وشركات المحاماة، بعضها وليس جميعها، نحن بحاجة إلى أفكار وعقول مختلفة تؤمن بأن المحاماة هي تطبيق للقانون وهي ليست أداة لتدمير من يعمل في هذا القطاع.