الكاتبة: أحلام أحمد بكري
تسللتْ أفكار مشاكسة إلى مخيلتي، تشاغبني وتحرك الحنين بداخلي للكثير، بمجرد أن رمقتْ عيني عقارب الساعة التي تشير إلى الثانية صباحاً تبسمتُ من تلقاء نفسي.
آهٍ، كم أتلذذ بذكرى طيف يمر متسلقاً فارضاً نفسه، مداعباً ومخترق قلبي..!
تبسم الحظ لي في ليلة من ليالي الماضي العتيق، عبق رذاذُ عطرٍ متطاير، رحل بي إلى مغامرة مجهولة، ذات مساء، شارع فارغ بعد منتصف الليل، صوت مذياع السيارة المنطلقة على صوت أم كلثوم -هات عينيك تسرح في دنيتهم عنيه، أرصفة ملتهبة شوقاً تخلو من المارة، إنارة شارع خافتة، هدوء وغفوة كون إلا من صحوة مشاعر متأججة، روح رغم ترددها ومحاولات لوأد اللهفة بها أفلتتْ من خوفها وتحررتْ من خورها اندفعتْ تبحث عن خلاصها، بعد سيل من اللعنات لكل ما يحجمها ويلجمها، رغم طول مسافة الطريق، انطوت دون إدراك.
ها أنا ذا، أمام المنزل، تسبقني المخاوف كلما ارتقيت درجةً من درجات السُّلم، وما أن وصلت وفُتح الباب ووقعتْ عيني على ما أحببتُ، سقط عن كاهلي كل العالم، امتلكتُ أجنحة حلقتْ بي قرابة ساعة ونصف.
ولم أعِ إلا وأنا بين ذراعين تشدُّ على جسدي المتخدر بفعل التحليق، وهمس يسري خلال مسمعي يقول (كان ضرباً من الخيال شيء من المستحيل) مع وداع رقيق على أمل لقاء جديد، وعقرب ساعة يشير إلى الثالثة والنصف صباحاً، وكأني التقطتُ واحتضنتُ نجمًا من السماء، بعبق رذاذِ عطرٍ مُتطاير.