في زيارة تاريخية توضح عمق العلاقة الوطيدة بين السعودية وأميركا، ترأس سمو ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعمال القمة السعودية الأمريكية في العاصمة الرياض اليوم الثلاثاء ووقَّعا وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، صَحِب ذلك انطلاق منتدى الاستثمار السعودي الأميركي.
وبدأت الزيارة التي تعدُّ أول زيارة رسمية خارجية لترامب، بمراسيم استقبال حافل، أعقبتها لقاءات جانبية بين ولي العهد وترامب وقادة الشركات العالمية في قصر اليمامة، ثم عُقدت جلسة مباحثات رسمية بين القائدين، تناولت بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات وكذلك مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مما دلل على دور المملكة في قيادة الاستقرار العالمي.
وفي القمة السعودية الأمريكية جرى الإعلان عن حزمة قرارات واتفاقات مهمة، أهمها ما أعلن عنه سمو الأمير محمد بن سلمان، إذ قال: إن حجم الشراكة الاقتصادية مع أميركا تقدر بـ600 مليار دولار، بينما أعرب الرئيس ترامب عن تقديره لسمو ولي العهد قائلًا: “محمد بن سلمان رجل عظيم لا مثيل له، والسعوديون شعب رائع”.
كما أعلن ترامب من العاصمة الرياض عن عزمه على رفع العقوبات عن سورية بعد مناقشة الأمر مع سمو الأمير وتلقي اتصال من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقال: “قرار رفع العقوبات جاء لمنح السوريين فرصة جديدة”. بالإضافة إلى أنه أكد على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ولن تسمح لإيران بتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي.
على إثر ذلك؛ تحرك القائدان إلى الصالة المُعدة لتوقيع وتبادل الاتفاقيات ومذكرات التعاون والتفاهم الثنائية، حيث وقَّعا على وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، كما شهدا على عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون ثنائية، تضمنت مذكرة تفاهم بين وزارتي الطاقة السعودية والأمريكية، ومذكرة نوايا بين وزارتي الدفاع السعودية والأمريكية لتحديث وتطوير قدرات القوات المسلحة السعودية، كما جرى توقيع مذكرة تفاهم بين برامج الشراكات الدولية بوزارة الداخلية ومكتب التحقيقات الفيدرالي بوزارة العدل الأميركية.
كما شهد القائدان توقيعَ مذكرة تفاهم للتعاون القضائي، واتفاقية تنفيذية بين وكالة الفضاء السعودية وناسا الأمريكية، واتفاقية بين حكومة البلدين بشأن المساعدات المتبادلة بين إدارتي الجمارك بالدولتين، وبروتوكول تعديل اتفاقية بشأن النقل الجوي بين البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون بين المعهد الوطني لأبحاث الصحة بالمملكة والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بأميركا، واتفاقية تعاون بين الهيئة الملكية بمحافظة العلا ومؤسسة سميثسونيان للمحافظة على البيئة، واتفاقية تعاون بين الهيئة الملكية بمحافظة العلا ومؤسسة سميثسونيان من خلال المتحف الوطني للفنون الآسيوية.
وقد تناولت الصحف العالمية هذه الزيارة باهتمام واسع، وأكدت هذه الزيارة متانة العلاقات السعودية الأمريكية وتطورها إلى شراكة متعددة الأبعاد وفي مختلف المجالات وعمق الثقة المتبادلة بين البلدين.