الكاتبة: أحلام أحمد بكري
العلاقات بين الناس رغم تنوعها وأغراضها وأهدافها، يظل الإنسان يقف حائراً كثيراً في بعض محطاتها ويجهل كيف يتصرف تجاهها، علاقات الزملاء في العمل وأصدقاء الدراسة والجيران والأقرباء، هذه علاقات فُرضت علينا وليست بإختيارنا، تعثرنا بها ونحن نسير في طر يق الحياة ولم يكن لنا يد بها.
ولكن بالإمكان جعلها علاقات طفيفة ذات حدود حتى لا تُشكل همّاً على أنفسنا ولا تستنزف أعصابنا، فالذي يستحق أن يكون في دائرة اهتماماتنا مثال (الصديق الحق) فليكن بجوارنا، يتكئ علينا ونركن إليه عند حاجتنا.
بينما من كان وجودُه ضمن دائرة (الصديق المزعج المتطفل) في حياتنا فلنبنِي جدارًا عازلًا بيننا وبينه محاولين تجنبهُ.
ومن كان ضرره ُ أكبر من نفعه ولا يصلنا منه إلا الشر وهو ما يمكن تسميته (الصديق المتربص) هذا لا يُجدي معه الجدار العازل فسوف يقوم بهدمه ليصل إلينا باحثاً عن الزلات مترقباً وقوعنا في شَرَك الخطأ، ليوسع هو دائرة المشاكل و يُألبها، فعلينا أن نضع بدل الجدار العازل الأسلاك الشائكة والعراقيل والدهاليز والمتاهات لتحول بيننا وبينهُ، وإن اضطررنا إلى الهروب فلنهرب من كل مكان يتواجد به.
بينما (صديق المصلحة أو الانتهازي) أشبهه بالناموس، يحوم حولنا متحيّن الفرص، للانقضاض علينا ومص دمائنا، ومن بعدها الفرار بالغنيمة فقد أخذ مبتغاه ولا أثر له عند حاجتنا إليه، هذا النوع من الأصدقاء يجب أن نلدغه قبل أن يلدغنا.
بينما (الصديق الاتكالي) من يضيف علينا مسؤليات فوق مسؤليتنا ويحملنا ما لا طاقة لنا به، فهو يسألنا عن كل شي جاهلا ًبه، ولا يحرك ساكناً إلا بنا، هو المنتظر أن نفعل له كل شيء بداعي أننا أصدقاء، ويغضب إن اعتذرنا، ويجعلنا في عين أنفسنا مقصرين ومدينين له باعتذار، بالمختصر – يقلب الطاولة علينا، هذا النوع من العلاقة يجب أن نفرَّ منه بكل ما أوتينا من قوة.
وإن استرسلت في العلاقات فلن أنتهي فهي متنوعة الأنماط والأغراض فهناك (المراوغ والمنافق وذو الوجهين والإمّعة والخبيث والساذج والحقير والسهل والصعب والمستهتر ..إلخ) والقائمة تطول.
ولكن لدينا من هذه العلاقات مخارج ووسائل للحد والتخفيف والبعد عنها، فهي علاقات مفروضة وليست اختيارنا.
ولكن يعجز الإنسان في علاقة ويقف في منتصف طريقها لا يُحرك ساكناً، و يخونه التصرف هل يستمر أم ينهيها..؟!
إذا كانت هذه العلاقة من اختيارهِ وبإرادتهِ وليست مفروضة عليه، وشكلت هذه العلاقة عبئاً على أعصابهِ وثقلًا بنفسهِ، كيف يكون الخلاص هنا وكيف التصرف..؟
هنا أقف عند القناعات داخل النفس البشرية، فمن كان لديه القدرة على التحمل والاستمرار؛ ليستمر حتى يفرغ، ومن كانت قناعاته تجبره على التوقف فليتوقف وينهي العلاقة، فمن المنطق والعقل ألا تكلف النفس فوق طاقتها، وهي حياة واحدة يجب أن يعيشها الإنسان بأريحيّة دون تقيّد أو همّ أو قلق، فهو ليس مجبرًا على شيء، لأنها مجرد علاقة.
انتي أيقونة ابداع وذوق راق وخيال جم