الكاتبة: أحلام أحمد بكري
مواقفنا في الحياة كثيرة في تعاملاتنا مع من حولنا، بغض النظر عن نوع العلاقة فيما بيننا ومدى قربها، سواء على الصعيد العائلي أو الأصدقاء والزملاء والجيرة.
حوار لطيف بيني وبين صديقة مقربة لقلبي، طرحت مواقف حدثت لها وختمتها بمجموعة من الأسئلة.
تخيرت منها موقفين:
الأول:
عندما يكون لديك شخص مقرب ومن خلال العشرة معك أصبح على عِلم بما يضايقك من التصرفات والمواقف، ولكن يُكرر نفس التصرف أو الموقف أكثر من مرة، وبدون أن ينتظر حتى ردة فعلك، وأحياناً يقول لك أعلم أن هذا سيُغضبك ولكن غصباً عني أفعلهُ.
السؤال: ياترى ما هو التصرف السليم معهُ..؟
والجواب بسيط جداً: تجاهل التصرف أو الموقف وكأن شيئاً لم يكُن.
لأن التركيز على التصرف والموقف والتحذير والتنويه عنهُ، وتكراركَ لهُ في كلِ مرةً، يدفع الطرف الآخر لحالة (الممنوع مرغوب) حتى لو كان الطرف الآخر لا يعنيه الموقف، أصبح يقوم به بشكل متكرر، كنوع من إرسال رسالة لك يقول فيها: (لا تفرض عليه رأيك) أنا أقوم به ليس رغبةً، وإنّما من باب لا أحد يتحكم في تصرفاتي (أنا حُرّ).
وعدم التركيز في هذا التصرف أو حتى النقاش فيه ولفت النظر عليه، سيجعل الطرف الثاني ينساه تلقائياً ولن يقوم به بعد ذلك هذا أولاً، بينما ثانياً:
أنت في تعاملك مع من حولك لست مُلزمًا بتصحيح تصرفات الغير التي لا تُطابق هواك، فهو ليس نسخة منك بل هو شخص آخر له رغبات وأفكار ومبادئ تختلف عنك، والمطلوب فقط التعايُش معهُ كما هو إن ارتضيتهُ.
الموقف والتصرف الآخر، لو الشخص الذي تتعامل معهُ كذِب عليك كذبةً ، وأنت تعلم أنهُ كاذب.
السؤال:
هل أواجههُ بكذبهُ عليّ وأقول لهُ لقد كُنت مكشوفاً أمامي وأعلم أنك تكذب..؟
أم أضحك بداخلي وأقول ليأخذ راحتهُ، فليس لدي رغبةً في النقاش أولاً، ولا أريد إحراجهُ ثانياً ..؟
الجواب بسيط جداً:
الأفضل عدم المناقشة، يكفي أنهُ مكشوف أمامك، سيعلم ذلك من حوارك معهُ أو تعاملك، لا تحرجهُ، يكفيه الذنب الذي ارتكبهُ بكذبه عليك، إيّاك أن تُجادل وتُناقش كاذباً فهو لن يعترف بكذبهُ أمامك وسيدخل معك في جدال يُعكّر مزاجك، دعهُ وكذبهُ.
ولا تسأل الكاذب لماذا كذب، لأنهُ حتماً سيجيبك بكذبةٍ أخرى.