ما بين سحب أراضٍ واستردادها، واشتداد القتال وتراخيه، وحروب بالوكالة وحروب باردة، دامت الصراعات لسنوات طويلة بين أميركا وروسيا أقوى قوتين متنافستين في الأرض، اليوم وفي ظل قيادة المملكة العربية السعودية تبدأ مباحثات وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا ومن ورائها أكبر داعميها الولايات المتحدة الأمريكية.
النزاع المرير على الحـدود الأوكرانية الروسية في السنوات الأخيرة كان من أفظع الحروب وأشرسها في هذا القرن الواحد والعشرين، أتت الحربُ على كلِّ شيء فيها، حتى هُدِّمت بيوت وهُجِّرت عائلات، وآن لها الآن أن تتوقف ويعُمَّ السلام، ورأت “روسيا وأميركا” أن المملكة وسيطٌ وحليف استراتيجي مشترك يقف منهما على الحياد، ولديه قدرة على دعم قضية السلام بين الثلاث دول.
ومع اقتراب حلول ذكرى يوم التأسيس، استضافت مدينة الدرعية عاصمة تأسيس الدولة السعودية الأولى، أمس الثلاثاء، وزير خارجية أميركا ونظيره الروسي لبدء محادثات السلام وإحياء العلاقات الثنائية بين الطرفين، وإيجاد الحلول لحل الأزمة الأوكرانية الإنسانية.
هنا على أرض المملكة، أرض السلام والأمان، فما أشبه اليوم بالبارحة، فالآن تتوقف المُشاحنات بين البلدين على أرض الدرعية، كما توقفت بالأمس بين القبائل بعدما توحدت في ظلِّ ذات المدينة، لتُظهر السعودية مجددًا قدرتها على أن تكون طرفًا مؤثرًا في حل النزاعات الكبرى، وتظل بسياستها الحكيمة في ريادة ورعاية السلام في العالم.