بقلم/ ظافر الشهراني
الفخار والإنسان علاقة قديمة متجددة، فمنذ العصر الحجري وهناك تناغم ونغم وعلاقة لا تنفك وإن اعتراها بعض الفراق أحيانا، لكنها تعود ولو بعد حين.
صناعة الفخار:
من هذه الأرض الطيبة، ومن عمق التاريخ الجميل وامتداداً لفن أصيل من فنون الحرف اليدوية التي ظلت صامدة وحاضرة عبر الزمن، يخرج لنا منتج جميل وهو الفخار الذي يعتبر أقوى تعبير عن الذات لأنه نتاج تعاون قوي بين فكر وجسد، والفخار يؤلف بين الروح والبيئة فتجد ارتباطًا وثيقًا بينهما وتجانسًا وتقاربًا.
وذكرت الأستاذة شريفة الحربي من هواة الصناعات الفخارية، أن حرفة الفخار فن علاجي مريح، ووصفته قائلة: أثناء تشكيل الفخار يتآزر العقل والجسم بشكل طبيعي ويتحفَّزُ الإبداع، وبرغم اختلاف الناس حول هذه الحرفة إلا أنهم يتفقون على دورها في التعبير عن الذات و تعزيز الثقة والتواصل بين الروح والبيئة.
كيف لا والإنسان والفخار يشتركان في عنصر البناء، حيث يعود أصلهما إلى الطين الذي هو أساس الحياة، بل عدَّ بعض المهتمين في الطب البديل أن الفخار يعيد للماء حياته وعناصره التي قد يفقدها بسبب ظروف التصنيع.
وتمر صناعة الفخار بعدة مراحل بداية بالحصول على الطين من البيئة ثم مرحلة العجن ووضعه على الآلات الخاصة اليدوية وتشكيل الأشكال التي يحتاج إليها، ثم تركها لتجف ثم وضعها في أجهزة الحرق، ثم تلوينها وإعادتها مرة أخرى إلى الحرق الأخير، لتظهر لنا بأحجام وأشكال مختلفة، بِدءِ بالسبحة وليس انتهاء بالجرة الكبيرة.
وذكرت أن هناك دار أوتا للصناعات الفخارية لصناعة الفخار، وقد نشأت الدار عام 2019 بمدينة بريدة، ولها فرع بالعلا وكذلك فرع حديث الافتتاح في طبب التاريخية بمنطقة عسير، تنتج مجموعة من الأكواب الفخارية بأفكار مختلفة، كل كوب له قصة وحكاية مختلفة عن الأخرى، أفكار مستلهمة من الطبيعة ومن الحضارة، تعمل يدوياً بأيادٍ سعودية ماهرة.