في لقاء حواري شيق على شاشة قناة اليوم من مجموعة أوربت، استضاف الإعلامي نادر الفرحان فيصل بن حثلين الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي والحاصل على جائزة أفضل محتوى وطني وإنساني واجتماعي في المملكة العربية السعودية، افتتح الفرحان حواره بسؤال:
– كيف دخلتَ مجال السوشيال ميديا؟
كان وجود السوشيال ميديا ضعيفًا في المجتمع السعودي، وفي فترة كورونا تغيرت الظروف والأفكار والعقليات وظهرت هجمات داخلية وخارجية، فلزم الأمر أن نتفاعل معها دفاعًا عن وطننا ونشر صورة إيجابية، وكان اختصاصي في القضايا الاجتماعية.
– كيف ترى عقليات الناس ما بين مستخدمي منصة X وsnapchat؟
منصة X أكثر جدية من غيرها من المنصات، وعليها حسابات للهيئات حكومية ورؤساء دول.
– ما الأسس التي تتبعها في صناعة المحتوي خصوصًا في منصة X؟
بعد حصولي على جائزة أفضل صانع محتوى، تولد عندي شعور بضرورة المحافظة على قيم المجتمع والنشر الإيجابي.
– هناك خلطٌ عند الناس بين مفهوم المشهور والمؤثر، فما الفرق بينهما؟
قال معالي وزير الإعلام من قبل: «ليس كل مشهور مؤثرًا، ولا كل مؤثر مشهور» وهذه الكلمة لها مردود على مَن فهمها، ومع انتشار المحتوى الهابط، فالمؤثر هو الإيجابي، ومن أحد ركائز الرؤية نشر الإيجابية.
وتعليقًا على مقطع فيديو تم عرضه خلال البرنامج يتكلم فيصل عن تعميم كثير من الثقافة السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي على العالم العربي، وعن ذهاب البداوة، قال فيصل بن حثلين:
الآن صارت نسبة البداوة في المجتمع السعودي 0%، ومن قبل كان هناك تبادل تجاري بين أهل الحضر والبدو في المجتمع السعودي، وأتمنى أن يُسلط الضوء على الثقافة القديمة ذات القيم في الدراما السعودية.
– يقولون؛ الدولة السعودية بدأها بدو، وسكانها بدوٌ، هل بدأت عقليات المجتمع تتغير؟
مَن يظن أن البدوي أقل علميًا وأقل إدراكًا ومكانة فقد أخطأ، البداوة قيم، البداوة إصلاح ذات البين، البداوة احترام للصغير وتوقير للكبير، هذه قيم المجتمع السعودي.
– هناك توجه كبير للحفاظ على الموروث الثقافي السعودي، بإقامة سباقات الهجن مثلا.
هذه السباقات تستفيد منها كثير من طبقات المجتمع، إذا لم تكن هذه السباقات مهمة لما وصلت جوائزها إلى 5 مليون ريال.
– سمو ولي العهد يستضيف رؤساء دول ومناصب كبيرة في خيمته، كأنه يرسل رسالة فحواها: هويتنا مستمرة.
هذه رسالة هامة، هذه بيوتنا من الشعر، وهذا بِشتنا، وهذه جلستنا أن نجلس على الأرض، هذه صورة رمزية لحياتنا التي نعيشها.
– صرنا نرى الآن بعض مؤثري السوشيال ميديا يروجون لعمليات التجميل، حتى بعض الشباب صاروا يروجون لعمليات التجميل، ما السبب في ذلك؟
جمال الرجل في فعله وأخلاقه ومبادئه ومواقفه لا وجهه، وعمليات التجميل الخاصة بالنساء تغيَّر وتشوه الوجه والجسد، حتى تشابهت النساء في الأنف والوجه والفم، وهناك بعض الدول ككوريا واليابان يُعانون من هذه العمليات، وننصح بالأكل الصحي والرياضة فهما سبب طبيعي تجميلي في تغيير شكل الجسد والوجه.
– هناك بعض مؤثري السوشيال ميديا يستثمرون في جسدهم ووجههم حتى تستدعيهم في الشاشات والأعمال الدرامية.
ينبغي تبني مؤثري مواقع التواصل الذين ينشرون الإيجابية والعلوم المفيدة، كثيرٌ من توجهات مؤثري السوشيال ميديا يستغلون شهرتهم فيما لا ينفع، وتغيير القيم والإزعاج والطقطقه لحصد المشاهدات، لماذا لا يتناولون مثلا مبادرات مركز الغطاء النباتي المعدة لمئة عام قادمة وجهود المملكة في حراسة ضيوف وزوار الحرمين الشريفين ورجال أمن الطرق وغيرها، عندنا محتوى أخلاقي ثمين مسكوت عنه!
– نشر السلبية والمحتوى المنافي للأخلاق كالرقص يحقق مشاهدات أكثر أم المحتوى الإيحابي؟
ينتشر المحتوى الإيجابي على حسب وعي المجتمع ومستويات العقول.
– انتشرت مؤخرًا بعض المسلسلات والأعمال الدرامية التي لاقت رواجًا كبيرًا وأطلق عليها مسلسلات السطوح، هل ضاقت الثقاقة السعودية ولم يبقَ إلا الكتابة الأجنبية التي تُجسد بلون سعودي أم أننا توجهنا لهذه النوع من الأعمال؟
عندنا مسلسلات عن نجاحات وبطولات قديمة وحديثة، ليس من الضروري أن تُحصر الدراما في العشق، فالحياة مليئة بالتضحيات والبطولات والإنجازات العلمية وغيرها من الأمور التي تستدعي التركيز عليها.
– ما السبب الذي يدفع المؤثر إلى نشر المحتوى السلبي؟ هل هي شركات التسويق؟
السبب هو البحث عن المشاهدات سواءً كان سلبيًا أم إيجابيًا، ننصح الشباب بالبحث عن المحتويات الإيجابية، لا ينبغي أن يكون كل المحتوى من السبت إلى السبت محتوىً مرحًا، فالمؤثر الإيجابي يملك تأثيرًا إيجابيًا قويًا على العقليات التي تتابعه أكثر من صاحب المحتوى المرح الذي يستهدف المشاهدين الذين يبحثون عن الترفيه والفضول السلبي.
– هل صارت الشهرة هوسًا عند الجميع؟
بعض الناس اشتهروا صدفة، وأنا منهم، وأنصح الناس ألا يضعوا الشهرة رأس مال ولا نمط حياة، هذه أسميها فقاعة صابون.
– كثر كتاب الرأي في مجتمعنا؛ فبمجرد أن اشتهر أحد ناشطي مواقع التواصل يكتب كتابًا، ما السبب من وجهة نظرك؟!
من حق الناس أن يكتبوا، ولكن ما السيرة الذاتية التي تؤهله ليتصدر الناس ويكتب!
واختتم اللقاء بتبادل عبارات الشكر والثناء، فأعرب فيصل عن شكره لقنوات أوربيت، وتمنياته لهم بالتوفيق والمزيد من التميز، بدروه، هنأه الإعلامي الفرحان بمناسبة تجاوز حسابه على منصة X حاجز الـ300 ألف.