حسن الأمير – جازان
يا مقلةً نزفتْ أمسي الذي رحلا
و الليل يرقب بدرًا نورهُ أفلا
أنادم الحرف والآمال تعصف بي
و الآنَ ينفثُ آهًا أعيتِ الأملا
ما بين غربةِ روحي دمعةٌ نزلتْ
فانساب حبرُ حياةٍ كابدتْ عِللا
يا أمسُ عنك نسيم الصبح يسألني
يا ليتهُ يا نسيمَ الصبح ما سألا
ماذا أقول ونار الفقدِ جائرةٌ
و الماءُ عزّ على قلبي الذي قُتِلا
كل العيون تهلّ الدمع باكيةً
ودمع عينيَ بالأيامِ قد هَمَلا
ماذا أقول و آهاتي مبعثرةٌ
بكلِّ بسمةِ سعدٍ ناظري هطلا
والقلب منخذلٌ والدمع منهملٌ
والهمُّ مكتملٌ ما أتعسَ المُقَلا
يا سلوةً ندبتْ أيام بهجتنا
هزّ النسيم فؤادَ الصّبّ فامتثلا
وراح يعزف من آهاتهِ نغمًا
علّ البنانَ يغيضُ اليأسَ والمللا
ففاض لحنُ حياةٍ ناشدتْ زمنًا
أمَا كفاكَ جراحًا أمسها اشتعلا
لمْلمْتُ روحي والنيرانُ تُبصرني
وما اكترثْ لنارٍ أرسلتُ شُعَلا
حتى بلغتُ مآقي السحبِ فانهملتْ
و النارُ قَدْ لبستْ من مائها الحُللا
حنّ الصباحُ إلى شمسٍ تزينُ بهِ
والليل حنّ لبدرٍ في السما اكتملا
غنيتُ لحنيَ للأيام فابتهجتْ
ورحتُ أسكبُ في آهاتها عسلا
معزوفتي أشرقتْ نورًا يسامرني
لا يأس يخذلها قد عافتِ الثِّقَلا
تأوي الجراحُ إلى طِبٍّ يُضمّدُها
أشهى العناق عناق الغيمة البللا

