أوضح المهندس أحمد حسين العبو، أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية بدأت تشهد تحولًا نوعيًا نحو شراكة استراتيجية شاملة، تمهّد لمرحلة جديدة من التعاون التنموي والإنتاجي في المنطقة.
وذكر العبو أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا فاعلًا بين القطاعين الحكومي والخاص في البلدين لدعم فرص الاستثمار، مشيدًا بالدور الريادي الذي تلعبه قيادة المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في ترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة وتعزيز استقرار المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.
ولفت إلى أن سوريا، بما تمتلكه من موارد بشرية وموقع جغرافي وصناعات واعدة، مقبلة على نهضة اقتصادية سيكون لها تأثير مباشر في تحفيز الاستثمارات الخليجية والعربية، لا سيما في قطاعات الصناعة التحويلية، والإنشاءات، والزراعة الحديثة، والطاقة البديلة.
وأردف العبو أن مجموعة العبو الصناعية والتجارية بصدد إطلاق عدة مشاريع مستقبلية في سوريا بالتعاون مع شركاء محليين، تشمل إنشاء خطوط إنتاج متقدمة، ومرافق لوجستية، ومراكز تسويق حديثة، بهدف دعم البنية التحتية للأسواق السورية وربطها مباشرة بالأسواق الخليجية.
كما كشف أن الربع الأخير من عام 2025 سيشهد إعلان عدد من المشاريع الاستثمارية الكبرى المشتركة بين السعودية وسوريا، خصوصًا في مجالات المقاولات، والعقارات، والسياحة، مع التركيز على تطوير قطاع الضيافة في العاصمة دمشق ومدن سورية أخرى، ما يعزز مرحلة إعادة الإعمار ويمهّد لدخول عشرات الشركات الخليجية والعالمية إلى السوق السوري.
وطالب العبو المستثمرين السعوديين إلى المبادرة وعدم الاكتفاء بالمراقبة، مشيرًا إلى أن السوق السوري في هذه المرحلة يوفر فرصًا نوعية بأسعار منافسة، مدعومة بإرادة سياسية حقيقية نحو الانفتاح والاستثمار طويل الأمد.
وأنهى تصريحه بالتأكيد على أن التكامل الاقتصادي بين الرياض ودمشق لا يمثل تعاونًا ثنائيًا فحسب، بل سيكون بوابة استراتيجية لتحفيز النمو في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الاستثمار في سوريا اليوم يُعد قرارًا استثماريًا واستراتيجيًا في آنٍ معًا، يتماشى مع رؤية المملكة في ترسيخ الاستقرار والتنمية الإقليمية