أ.د محمد بن ناصر البيشي
الأَسِنَّة: كلُّ ما يُسنّ عليه السِّكِّين. ومعلوم أن السكين حاد وما يسنها هو أكثر حده ومع هذا فقد يضطر الإنسان على ركوبها كما صور ذلك بيت الشعر
إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً
فما حيلة المضطر إلا ركوبها
وركوب الأسنة هنا قرار وليس جبرًا وإكراهًا لكن القرار ذاته هو اختيار ولكن الخيارات المتاحة فقط ثلاثة هي:
(1) الاختيار بين شيئين أحدهما صح والآخر خطأ وطبيعي أن يختار الشخص السوي الخيار الصح؛ ولكن هذا يحصل في الظروف العادية.
(2) الاختيار بين شيئين كلاهما صح وطبيعي أن يختار الإنسان السوي الخيار الأكثر صحة.
(3) الاختيار بيّن شيئين كلاهما غلط وسيء وكما يعبر عنه باللغة الإنجليزية (Dump if you Do and Dump if you don’t)
هنا يستحيل أن يكون الإنسان طبيعيًا لأن الخيارات المتاحة ليست طبيعية.
ويزيد الألم من يطالب بقرار طبيعي في ظروف غير طبيعية ولك أن تتأمل حال القرارات التي تتخذها الدول والجماعات والأفراد في أوقات: أزمات وحروب وتدرك صعوبة القرار في ظل هذه المعطيات.
ومع تفهم كل هذه الحيثيات؛ وممكن الاستعانة بعدد من التوصيات ومنها:
(1) الأخذ بأقل الضررين وتبني القرار السيء الذي هو أقل سوء من غيره مثل قرارات الطلاق والاستقالة.
(2) التحلي بأقوى مراتب الصبر والصبر في بعض معانيه تحمل ألم قليل لتجنب ألم أشد منه.
ومن ذلك الصبر على أذى الأشرار؛ والفقر مع اتخاذ ما يمكن من أسباب اتقاء الشر وطلب الرزق.
(3) تطبيق إدارة الأزمات والكوارث والاستفادة القصوى من أدبياتها المختلفة والمتاحة حينها.
(4) ترك الجدال والمماحقة مع من ينتقد خيارك دون فهم الحيثيات ولست مجبرا على شرح الأسباب ما لم يكن ذلك الشخص معنيًّا بذلك.
(5) اليقظة والرصد لأي تبعات تحصل نتيجة قرارك أو ما يستجد من متغيرات في حيثيات قرارك السابق وإدارتها وفق أدبيات الإدارة الموقفية.
(6) الشك في دوافع من يدعي المساعدة فقد يكون انتهازيًا؛ أو شامتًا وترشيد قبول المساعدات قدر الإمكان.
(7) تحقيق نجاحات في مجالات ومواقع أخرى لصرف الانتباه واستقطاب حلفاء وأنصار ذهبين.
وتطبيق “رب ضارة نافعة”
(8) توقع الفرج والعون من الله واليقين بذلك لرفع المعنويات واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم “لن تراعوا”
(9) التوبة من الذنوب؛ ورفع الظلم وتصويب الأحوال المعوجة أملا في رفع العقوبة قال تعالى في سورة الشورى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ). الآية 30.
(10) تحمل المسؤولية في حال اتخاذ قرارات خاطئة؛ تفاقم المشكلة؛ مع وجود قرارات أقل منها ضررُا بسبب خلل في منهجية صنع القرارات.